آخر الأحداث والمستجدات
رؤية حول الانتخابات الجماعية في ظل انتظار القوانين التنظيمية
الانتخابات الجماعية على الأبواب تنتظر فقط ونحن معها قوانين ومراسيم تنظيمية، والأحزاب الموسمية التي لا تفيق إلا على صوت المنادي هاتفا بموسم الانتخابات، موسم الفساد بامتياز، دكاكينها (مقراتها) لازالت مقفلة، وأهلها غارقون في مشاريعهم واستثماراتهم الشخصية ونهبهم لخيرات البلاد والعباد، أحزاب تغض الطرف عن أدورها الأساسية التي أحدثت من أجلها والمتمثلة في ارتباطها شكلا ومضمونا بمصالح المواطنين وبالمساهمة في تأطيرهم وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم والدفاع عنها سواء داخل القبة باعتبارها سلطة تشريعية أو بالأخرى باعتبارها سلطة تنفيذية، فموسم الانتخابات هو بمثابة مرحلة الحصاد لما ثم زرعه من قيم وتأطير للشارع، ومن زرع حصد، هذا ان لم يأت جراد الفساد والمال الانتخابي ليحرق الزرع والضمائر، والزرع لا اقصد به ما يحاول الجرار ومن معه حصده قبل الزرع، وعبر صور سيارات فاخرة في أماكن منع الوقوف، ولا ما يروج حول تماسيح وحيوانات غير مرئية لضوء المصباح الذي خفت لفقدان زيت الجرأة في الايام الاولى من سطوع ضوئه، انما المقصود به الثقة في نفس غير الوطني ليصبح مواطنا، ليكثر الوطنيون، ومتى كثر الوطنيون قل الفساد والمفسدون، لأن الوطنية تعني الحب ومن أحب لا يفسد.
أحزاب المواسم الانتخابية، جلها والقليل من فتح دكانه مبكرا، وأطلق حملاته للتشهير بالآخرين، كحال المعارضة التي لا تملك استراتيجية طبقا لما خول لها الدستور الجديد، فتكتفي بأتفه الأمور التي لا تهم الشعب في شيء، ولا الحكومة التي تحاول الاقناع أنها مصلحة عبر قرارات فردية وأخرى جماعية لم تمس المواطن في شيء إلا في اذكاء الحماس سلبا، ونسيت ان المواطن العادي لا يهمه حجم النمو ولا نسبة عجز الميزانية و لا حجم المديونية، فما يهمه ثمن القوت مقارنة بالأجر اليومي، وثمن وماهية التطبيب، وكلفة التعليم وجودته، وسكن محترم يتيح السكينة والمودة، وقبل كل ذلك الأمن والأمان في البيت والحي والمدينة، فنمو الاقتصاد او ركوده سيان لدى المواطن العادي، ومهمة الحكومة الحاكمة الحكيمة هو ايجاد التوازنات اقتصادية كانت أو اجتماعية وحتى نفسية للمواطن، فالمواطن يرى الثروة والموارد التي تزخر بها بلادنا ويحدثونه عن الفقر والعجز، ويعيش عجزه ويحدثونه عن النمو.
اذن تعتبر الانتخابات المقبلة فرصة للقطع مع الفساد، ان وجدت حقا الإرادة عبر تنحية الفاسدين وهم معرفون ولا تخطئهم عين ولو قصر نظرها، وعبر اختيار الأمناء وهم موجودون ولو انعدمت الثقة في السلف، فهناك شرفاء متشبثين بمقدسات وثوابت مملكتنا، همهم أن يروها مزدهرة، فهي اذن فرصة للأحزاب الجادة المواطنة وليس الوطنية لأن كل الأحزاب وطنية، ولكن قلة منها مواطنة، لتنقية المجالس المحلية من الأعضاء الفاسدين والمفسدين، وهي فرصة للتواصل مع الناس وتأطيرهم عوض ترك ذلك للأهواء ولأعداء الوطن محبي الفوضى والمياه العكرة لاصطياد الناس والأرض والعقار، والعقار قصة اخرى.
امتحان آخر للإدارة والحياد وللديموقراطية، وقبل الصندوق البرنامج النابع من المواطن، وتفاصيل دقيقة عن كل مرشح وكل حزب ، وامتحان اخر للمواطن والوطنية بمفهومها المادي والعضوي، والجماعات الترابية المحلية، والنداء للحكومة، والجواب عبر قوانين ومراسم الانتخابات، برفع مستوى الاهلية فقد جربنا الأميون، والاستثناء كتمييز ايجابي خول للنساء الدخول الى البرلمان، كذلك المثقف يلج الجماعة، النداء للحكومة لجعل الجماعة في خدمة التنمية الانية والمستدامة، في خدمة المخطط الجماعي تجهيزا وتدبيرا، لا تكوينا طويل الامد وندوات وتعويضات، ومآدب من قبيل مآدب الصفقات وما تحت الطاولات، النداء للحكومة لتسخير الادارة ايجابيا وبكل حياد، ونزع فتيل الاتهام والسلطة والمال، وإلا ....... من جد وجد، ومن زرع حصد.
الكاتب : | هشام ذ. طنيبو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-03-01 23:17:56 |